غنّاج حصنا أيضا، وتشبّه بهم آخر من عشيرتهم يعرف بابن الكاشح، وعمّر حصنا آخر أيضا، فصارت خمسة حصون يقوّي بعضها بعضا، واستولوا على جميع الجبل وما يليه. واتّفق جماعتهم على قصد أعمال الروم المجاورة لهم والغارات عليها، وتفاقم أمرهم.
[الرادوفي يستنهض والي طرابلس وقاضيها لمنازلة مرقيّة]
ونفق نصر بن مشرّف على الظاهر صاحب مصر وعلى المسلمين، وكبر فعله عندهم. واستنهض والي طرابلس وقاضيها [1] إلى منازلة مرقية ومقاتلتها، وأطمعهم في أخذها، وسار إليها فيمن اجتمع معهما وانضاف إلى رجالهما من المقيمين في الحصونة، وحاصروها وقاتلوها أيّاما كثيرة [2].
[قطبان أنطاكية ينجد مرقيّة ويهاجم عرقة]
وورد إلى أنطاكية نيقيطا البطريق الرقطر قطبانا عليها، فسار في إثر وصوله إلى ناحية مرقية لنجدة المقيمين فيها ودفع المسلمين عنها، ومع وقوفهم على توجّهه نحوهم رحلوا، ووصل القطبان إليها، وجدّد ما أخربوه من الحصن، وشحنة بالرجال والغلاّت والآلات، وقصد عرقا [3]، وسبى منها عددا كثيرا، واستاق منها مواشي كثيرة العدد، وأخرب وأحرق، وعاد إلى أنطاكية، وعدل في طريقه إلى ضيعة من أعمال حلب تعرف بكورين، كان أهلها يكثرون العيث فيما يجاورهم من أعمال الروم، فاجتاحها،
[الروم يستولون على ربض أعزاز]
ووافى سيمون الأبروطوسبيتار بالعساكر لغزو أعزاز. واجتمع مع نيقيطا قطبان [4] أنطاكية على ذلك، وسارا إليها ونازلاها في كانون الأول سنة ألف وثلاثمائة واثنتين وأربعين، وهو ذو الحجّة سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. وملك الروم الربض وما فيه وأخربوه، وأسروا جماعة منه، وقاتلوا الحصن وهتكوه،
= إلى الغرب منها وعلى نحو مرحلتين من طرابلس. (صبح الأعشى 4/ 235، نخبة الدهر لشيخ الربوة 208). [1] أنظر دراستنا عن والي طرابلس وقاضيها في ذلك الوقت في (تاريخ طرابلس السياسي والحضاري-ج 1/ 317،318). [2] هذه الأخبار كلها لا نجدها في المصادر التاريخية بحيث انفرد بها المؤلّف. [3] عرقا: هي عرقة، حصن كان في الشمال الشرقي من طرابلس. [4] في طبعة المشرق 259 «قبطان» وهو تحريف.